إضطراب الهرمونات وتأثيرها على تساقط الشعر وصحته، أهم الأسباب الشائعة التي تؤدي إلى اضطراب الهرمونات

تساقط الشعر

في الواقع هناك الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى تساقط الشعر مثل الأمراض التي تؤثر على صحة الشعر فمنها ما هو وراثي أو ما يسمى بالصلع الوراثي وهنالك الأمراض الجلدية وذاتية المناعة التي تصيب فروة الرأس وغيرها من الأمراض الأخرى، ولعل من أكثر الأسباب الشائعة لتساقط الشعر عند النساء بالخصوص هي الاضطرابات الهرمونية المختلفة في الجسم حيث تتأثر دورة حياة الشعر مما يجعل بصيلات الشعر هشة و ضعيفة ومعرضة للتساقط بشكل كبير، لذلك سنتناول في هذا المقال أهم الأمراض العضوية التي تتسبب في اضطراب توازن الهرمونات في الجسم وكيف تقوم بالتأثير على صحة الشعر وتتسبب في تساقطه.

كيف تؤثر الهرمونات في الجسم على بصيلات الشعر؟

تتأثر دورة حياة الشعر وكذلك بنية بصيلات الشعر بشدة الهرمونات المختلفة في الجسم وعلى وجه الخصوص هرمون الأندروجين مثل التستوستيرون وديهدروتستوستيرون وغيرها من الأنواع الأخرى، حيث تؤثر الأندروجينات على بصيلات الشعر إعتماداً على موقع الشعر في الجسم، فعلى سبيل المثال تم إجراء بعض الدراسات حول مدى تأثير الأندروجين على مناطق الجسم التي ينمو فيها الشعر و وجد أن الأندروجين عامل محفز لنمو الشعر لكن بعض المناطق لا تتأثر به تماماً مثل بصيلات رموش العين، و في خلاصة الدراسة أظهرت أن أي إضطراب في هذا الهرمون ولأي سبب كان يتسبب في خلل في نمو الشعر وظهور مشاكل تساقط الشعر. حيث و في الحقيقة توجد بعض الهرمونات الأخرى التي تؤثر أيضاً على نمو الشعر وأن أي خلل في إفرازها ينعكس سلباً على صحة الشعر و من بين هاته الهرمونات نذكر:

  • هرمون البرولاكتين
  • الإيستراديول
  • هرمون البروجسترون
  • هرمونات الغدة الدرقية
  • الميلاتونين
  • الكورتيزول

الأسباب الأكثر شيوعاً لتساقط الشعر الناتج عن الاضطرابات الهرمونية

تساقط الشعر

تتقلب الهرمونات بشكل طبيعي طوال الحياة، ولكن عند حدوث هذه الاضطرابات بشكل متكرر فلا بد أنك تلاحظين بعض الأعراض الواضحة على جسمكِ وفي شعرك على وجه الخصوص، فعندما تكون الهرمونات غير متوازنة قد تلاحظين أن شعركِ أصبح جافًا أو هشاً وهذا إذا كانت الغدة الدرقية خاملة أو غير نشطة، أو أحياناً سيبدو شعركِ متناثرِاً ورقيقِاً وهذا يمكن أن يحدث أيضاً إذا كان لديك متلازمة تكيس المبايض وهي حالة تتميز بالالتهاب الزائد وتغير في الهرمونات الاستروجين مما يؤثر على نمو الشعر.

 أيضاً يمكن لإنجاب طفل، وانقطاع الطمث، ومرحلة ما قبل انقطاع الطمث أن تكون من ضمن أسباب تساقط الشعر وذلك لأن جميع الحالات المذكورة تتميز جميعها بانخفاض مستوى هرمون الأستروجين، مما قد يؤدي إلى فقدان الشعر. و فيما يلي الأسباب الأكثر شيوعاً لتساقط الشعر الناتج عن الاضطرابات الهرمونية المختلفة:

١. قصور الغدة الدرقية

تساقط الشعر

أو خمول الغدة الدرقية، هو النوع الأكثر شيوعاً لإضطراب الغدة الدرقية ولكن فرط نشاط الغدة الدرقية يمكن أن يكون من بين أسباب تساقط الشعر أيضاً حيث تفرز الغدة الدرقية الهرمون الرئيسي لجسمك والذي يؤثر على وظيفة عشرات الأنسجة الأخرى في الجسم، بما في ذلك بصيلات الشعر، حيث تزيد المستويات الصحية من T4 و هو أحد أنواع هرمون الغدة الدرقية لذلك فإن نقص كمية هرمون الغدة الدرقية في الجسم يجعل بصيلات الشعر تقضي وقتًا أقل في مرحلة النمو مما يخل بدورة تجديد الشعر وبالتالي فقدان الشعر مع إستمرار خمول الغدة الدرقية. 

عادة ما يكون تساقط الشعر الناتج عن فرط نشاط الغدة الدرقية موحداً في جميع أنحاء الرأس بالكامل مع ظهور شعر متناثر أو خفيف في جميع أنحاء فروة الرأس، فإذا كنتِ تعانين من الإرهاق، أو جفاف الجلد، أو صعوبة في فقدان الوزن فستحتاجين إلى زيارة الطبيب مختص في الغدد من أجل إجراء الفحوصات والاختبارات اللازمة لتشخيص عمل الغدة الدرقية لديكِ.

٢. التغيرات الهرمونية بعد الولادة

تساقط الشعر

وبشكل أكثر تحديداً فترة النفاس حيث يغير الحمل دورة نمو الشعر الطبيعية ويمنع تساقط الكمية المعتادة من الشعر خلال فترة الحمل ليكون لديكِ فروة رأس كثيفة بالشعر، لكن بعد الولادة تنخفض العديد من الهرمونات بما في ذلك هرمون الأستروجين بسرعة بالإضافة إلى التغيرات في المزاج وعمليات الأيض وجداول النوم حيث يتسبب هذا التغيير في الإخلال بإفراز الهرمونات في الجسم أيضاً مما يحفز كل الشعر الذي لم يتساقط أثناء الحمل إلى الدخول في مرحلة التساقط دفعة واحدة لتتفاجئي بأن لديكِ حوض إستحمام وفرشاة شعر مليئة بالشعر.

لكن لا تقلقي لأن تساقط الشعر بعد الولادة أمر مؤقت والخبر السار أن هذا طبيعي تماماً، وعادة ما يبلغ ذروته من شهرين إلى خمسة أشهر بعد الولادة ثم يعود الشعر إلى توازنه الطبيعي، و مع ذلكِ عليكِ بالحرص على تناول الكثير من البروتينات عالية الجودة والدهون الصحية والسعرات الحرارية الكافية لتجديد العناصر الغذائية ودعم نمو الشعر الصحي.

٣. سن اليأس

تساقط الشعر

نوع آخر من تساقط الشعر يحدث بسبب تغير مستويات الإستروجين التي تحدث أثناء انقطاع الطمث وما قبل انقطاع الطمث، حيث يحدث انقطاع الطمث بعد مرور عام كامل دون فترة الحيض، ولكن قبل ذلك الوقت تمر العديد من النساء بفترة إنتقالية تسمى فترة إنقطاع الطمث، والتي يمكن أن تسبب آثاراً جانبية مثل زيادة الوزن وتقلب المزاج وفقدان الشعر فعندما ينتقل جسمكِ إلى سن اليأس يتوقف المبيضان تدريجياً عن إنتاج هرمون الإستروجين، وهو أحد الهرمونات الرئيسية اللازمة لصحة الشعر. في الوقت نفسه تستحوذ الغدد على كمية صغيرة من إنتاج هرمون الإستروجين الذي لا يزال ضرورياً للوظائف الأساسية للجسم.

٤. متلازمة تكيس المبايض

يعتبر اختلال التوازن الهرموني سمة مميزة لمتلازمة تكيس المبايض، حيث يتسبب الالتهاب وزيادة إفراز الأنسولين في تغيرات في المبايض مما يؤثر على عملية الإباضة يزمنه حدوث خلل في هرمونات الجسم، مما يؤدي لنمو الشعر في مناطق لا ينمو فيها الشعر عادة عند النساء مثل الوجه ومنطقة الذقن وتساقط وترققه في المناطق الطبيعية التي كان ينمو فيها. فإذا كنت تعانين من تساقط الشعر بسبب متلازمة تكيس المبايض فمن المحتمل أن تلاحظي فقدان الشعر وترققه خاصة حول تاج الرأس و هذا بسبب زيادة إفراز المبيضين للأندروجين الذي هو أحد الهرمونات الذكورية، مثل التستوستيرون، ويمكن للمستويات العالية أن تقلص بصيلات الشعر وكذلك تقلل من طول دورة نموها.

هل يمكن للشعر النمو بعد تصحيح الاضطرابات الهرمونية في الجسم؟

الخبر السار حول تساقط الشعر الهرموني هو أنه يمكن عكسه في كثير من الأحيان عن طريق تصحيح الخلل الهرموني نظراً لأن فقدان الشعر أو ترققه هو أحد الآثار الجانبية لمرض ما، أي أن بمجرد تصحيح وعلاج السبب الأولي يعود الشعر لحالته الطبيعية، لكن خلال فترة معاناتكِ من فقدان الشعر وفي إنتظار معرفة السبب وتصحيحه هناك طرق يمكنك من خلالها المساعدة في موازنة هرموناتك وعكس عملية التساقط والتي نذكر منها:

  • إتباع نظام غذائي غني بالعناصر اللازمة لصحة ونمو الشعر.
  • الإبتعاد عن التوتر والإجهاد النفسي والعاطفي.
  • تجربة ارتداء اكستنشن الشعر لإخفاء علامات تساقط الشعر في إنتظار تحسن حالتك. 
  • الحرص على العناية بالشعر بطريقة صحيحة مع معاملة خصلات شعرك بلطف لتجنب زيادة حدة التساقط.

خلاصة:

يمكن أن تتسبب الأنواع المختلفة من الإضطرابات الهرمونية في تساقط الشعر أو تغير مظهره وملمسه، وعلى الرغم من أن فقدان الشعر ليس كله بسبب اختلال التوازن الهرموني حيث توجد أسباب أخرى تساهم في هذا الأمر أيضاً، لكن تبقى الأسباب المذكورة أعلاه من الأسباب الشائعة التي من المحتمل أن تلعب دوراً رئيسياً في ذلك وخاصة لدى المرأة، لذلك يجب دائماً تقييم أسباب فقدان الشعر عند النساء على أساس فردي، حيث يمكن تحسين بعض حالات عدم التوازن الهرموني من خلال تحسين النظام الغذائي ونمط الحياة أو من خلال تغيير نمط العناية بالشعر فقط.