معلومات يجب عليك معرفتها لصحة شعرك عند تقدمك بالسن! وهل التقدم بالعمر يؤثر على قوة الشعر وكثافته

صحة الشعر

ندرك جميعاً بأن التقدم في السن يؤثر على ملامح الوجه حيث تبدأ التجاعيد بالظهور وتبدأ القوة الجسدية بالتلاشي و التناقص بشكل تدريجي، و كذلك على باقي الأجهزة الحيوية الأخرى، ولكن قد لا تنتبهين إلى أن التقدم في السن له تأثير معتبر على قوة وصحة الشعر وذلك على غرار ظهور الشيب و الشعيرات البيضاء حيث تضعف دورة حياة الشعر مما يعني فقدان الشعر لكثافته وقوته الطبيعية مما يجعلك معرضة لمشاكل تساقط الشعر. لذلك سنعرض لك من خلال هذا المقال أهم التغيرات التي تحدث لشعركِ مع التقدم في السن مع بعض النصائح التي تساعدك على حمايته والتقليل من أعراض التقدم في السن التي قد تصيب خصلات شعركِ وذلك من أجل الحفاظ عليه قوياً وحيوياً لأطول فترة ممكنة. 

هل التقدم في السن يؤثر على صحة شعركِ؟

صحة الشعر

مع تقدمكِ في العمر تبدأ بعض التغيرات بالظهور على شعركِ وذلك بشكل تدريجي مما قد يجعلها غير ملحوظة بالنسبة لكِ لكن مع مرور الوقت حتماً ستلاحظين الفرق وبكل وضوح، و لعل أهمها حدوث تغير في ملمس الشعر وذلك لأن الشعر يصبح أرق وأكثر هشاشة، وقد يتطور في بعض الحالات إلى تساقط الشعر حيث يبدأ في مقدمة الشعر ثم يظهر بشكل جلي في منطقة تاج الرأس، كما قد تتجلى التغيرات في كثير من الحالات في تغير لون الشعر وفقدانه لذلك اللون الحيوي فيظهر بشكل باهت مما يدل على وجود خلل في صحة الشعر. لكن وجب التنبيه إلى أن هاته التغيرات ليست ثابتة دائماً ويمكن أن تتغير من شخص لآخر حيث تظهر بمستويات وأشكال مختلفة حسب كل شخص والبيئة التي يعيش فيها و نمط الحياة الذي يتبعه.

ما هي العوامل التي تساعد على تغير نسيج الشعر مع تقدم العمر؟

مع التقدم في العمر قد يصبح الشعر أقل كثافة مع تغير ملمسه وسمكه بشكل كبير وذلك لعدة أسباب إما بسبب الظروف التي تعيشين فيها أو بسبب نمط حياتكِ التي تتبعينه، حيث أن الإجهاد النفسي والعاطفي إضافة إلى القلق يسرع من هاته التغيرات كثيراً. وفيما يلي بعض العوامل التي تساهم هي الأخرى بشكل كبير في التأثير على صحة الشعر مع تقدم العمر:

  • في بعض الحالات يظهر دور العوامل الوراثية حيث في بعض العائلات تظهر هاته التغيرات بشكل مبكر مقارنة بالأشخاص العاديين وهذا بسبب وجود جينات تساهم بشكل كبير في ظهور هاته التغيرات.
  • يرى أطباء التغذية وتساقط الشعر أن سوء صحة الجهاز الهضمي مثل متلازمة القولون العصبي يمكن أن يساهم في التأثير على نسيج الشعر مع مرور الوقت. 
  • أشارت العديد من الدراسات أن التدخين مصدر رئيسي في ظهور شيب الشعر لذلك يمكن لأي شخص الإقلاع عن التدخين أو تجنبه لتقليل فرص إصابته بالشيب مبكراً.
  • في بحث أجري عام ٢٠١٨ حول أسباب شيب الشعر المبكر وعلاجاته الممكنة لاحظ الباحثون أن نقص فيتامين ب 12 وقصور الغدة الدرقية قد يزيدان من فرص إصابة الشخص بشيب الشعر. 
  • يمكن لهرمونات الإجهاد مثل الكورتيزول أن تستهدف بصيلات الشعر وتتسبب في تلفها، مما قد يؤدي إلى تساقط الشعر مع التقدم في العمر، و قد تؤدي أيضاً بعض المشاكل عند النساء مثل انقطاع الطمث أو مشاكل الغدة الدرقية إلى جفاف الشعر، مما يجعله معرضاً للتكسر ومشاكل التقصف. 

كما أن للعوامل البيئية أيضاً دور في التأثير على صحة الشعر مسببةً بذلك ضرراً لبنيته ونسيجيه، مما ينتج عنه فقدان الشعر للمعانه و مرونته وقوته التي كان يتميز بها في السابق. وتشمل هذه العوامل البيئية التعرض لما يلي:

  • ضوء الأشعة فوق البنفسجية.
  • الرطوبة.
  • تأثير الرياح على الشعر.

بالإضافة إلى المواد الكيمائية في منتجات العناية بالشعر و علاجات الشعر أين تؤثر هاته العوامل على نمو وملمس ألياف الشعر، كما يمكن أن تؤدي هذه العوامل أيضاً إلى تفاقم طبيعي في كثافة الشعر المرتبط بالشيخوخة و بمرور الوقت يمكن أن تتسبب هذه المنتجات في تلف ألياف الشعر مما يجعل الشعر أكثر عرضة للتكسر، مع التنويه إلى أنه مع التقدم في العمر يصبح الشعر أقل مقاومة لهاته المواد الكيميائية مما يتسبب في تلف الشعر بسرعة أكثر من المعتاد. 

ما هي أهم التغييرات المتوقعة التي تصيب نسيج الشعر مع مرور الوقت

١. انخفاض كثافة الشعر

 من الطبيعي أن نفقد ما بين ٥٠ إلى ١٠٠ شعرة كل يوم حيث يتخلص الجسم بإستمرار من الشعر القديم لينمو شعر جديد، فيعتبر هذا التوازن الطبيعي أساس صحة الشعر، لكن مع تقدمك في العمر قد تختل دورة حياة الشعر مما يجعل بعض البصيلات تتوقف عن إنتاج شعر جديد، مما قد يؤدي إلى انخفاض كثافة الشعر فمع تقدم الناس في السن وانخفاض كثافة شعرهم يمكن أن يتسبب ذلك في ظهور شعرهم بشكل رقيق و غالباً ما تبلغ كثافة شعر الشخص ذروتها في سن ٣٥ وتبدأ في الانخفاض بعد ذلك.

٢. ظهور مشكلة تغير لون الشعر

 يمكن أن يتحول لون شعركِ إلى اللون الرمادي مع تقدمكِ في السن، حيث أن التقدم في العمر يعتبر السبب الرئيسي للشيب ومشكلة خصلات الشعر البيضاء وذلك أساسًا بسبب انخفاض نسبة إفراز مادة الميلانين المسؤولة عن لون الشعر الحيوي واللامع، حيث مع تقدمك في العمر تتوقف خلايا الشعر عن تكوين الميلانين وبذلك يختفي لون الشعر وتتحول خصلات الشعر إلى اللون الأبيض. ففي البداية قد تظهر خصلات الشعر باللون الرمادي في منطقة محددة من الشعر لكن مع مرور الوقت يظهر اللون الأبيض بوضوح في كامل أنحاء الشعر الأمر الذي قد يدفع النساء الاتي يظهر عندهن إلى صبغ خصلات الشعر أو الإعتماد على باروكة الشعر أو إستخدام وصلات شعر طبيعي التي يمكن لها محاكاة الشعر الطبيعي تماماً.

٣. ضعف وانخفاض سمك بصيلات الشعر

 مع التقدم في العمر، لابد وأنك لاحظتي أن سمك خصلات شعركِ قد تقلص بشكل كبير حيث أن إنخفاض سمك الشعر يؤدي إلى فقدان قوة الشد في الجذور مما يجعل الشعر أضعف وأكثر عرضة للتكسر و لمشاكل التساقط.

٤. فقدان لمعان الشعر

مع تقدمك في العمر أيضاً تظهر مشكلة نقص إنتاج الزيوت الطبيعية التي تضمن ترطيب فروة الرأس وتحافظ على صحة الشعر، مما يساهم في تشابك الشعر وفقدانه لمعانه ونعومته بشكل كبير.

كيف يمكن الوقاية من آثار التقدم في السن على الشعر؟

في الواقع إن تغيير نسيج الشعر يتم بشكل طبيعي مع تقدم الشخص في العمر أي أنه أمر حتمي لا مفر منه، لكن ومع ذلك فعندما يتعلق الأمر بتساقط الشعر وانخفاض كثافته، فهناك بعض الأدوية التي يمكن لكِ إستخدامها للتقليل من فرص ظهور مشكلة نقص كثافة الشعر حيث وافقت إدارة الغذاء والدواء على استخدام المينوكسيديل والفيناسترايد كعلاج لتساقط الشعر. كما يمكن لأي شخص أيضاً حماية شعره من العوامل البيئية دون اللجوء للأدوية وذلك بعدة طرق والتي نذكر منها:

  • تجنب التعرض لأشعة الشمس لفترة طويلة.
  • إتباع نظام غذائي صحي غني بالعناصر اللازمة لصحة الشعر.
  • تجنب التعرض للرطوبة والرياح.
  • تجنب التعرض للمواد الكيميائية الموجودة في منتجات الشعر.
  • تجنب التعرض للمواد الكيميائية في بعض علاجات الشعر.
  • غسل الشعر بالكمية الموصى بها من الشامبو مع تجنب إفراط غسل الشعر.
  • ترطيب الشعر عند غسله بالشامبو مع الحرص على الترطيب الأسبوعي للشعر.

 و للتقليل من فرصة الإصابة بالشعر التالف والمتضرر، يجب عليك التركيز على العناية بالشعر بالطريقة الصحيحة وتجنب العادات الخاطئة التي تعتبر جد سيئة على صحة الشعر مع مرور الوقت.

خلاصة:

إن تقدمكِ في العمر هو أمر حتمي وطبيعي والتغيرات التي تحدث لشعركِ مع مرور الوقت لا مفر منها، لكن الخبر الجيد هو أنه يمكنك التقليل من هاته التغيرات وإبطاء ظهورها قليلًا من خلال إتباع نمط حياة صحي وخاص مع عناية مناسبة وذلك للحفاظ على صحة الشعر لأطول فترة ممكنة، و لكن حتى و مع تفاقم ظهور هاته التغيرات يجب التعود عليها والتعايش معها كونها جزء من مرحلة ما من حياتنا.